top of page

يوم الحيض الوطني الأول

تاريخ التحديث: ١٨ يوليو ٢٠٢١



حين سماع مصطلح "الفقر الحيضي" قد يتبادر في ذهن البعض صور لدول من العالم الثالث، بمعدلات فقر عالية، اقتصاد غير مستقر، و شح في المصادر التي تضمن أبسط احتياجات الإنسان كمنتجات الحيض. شاهدنا صورة مماثلة في الفيلم القصير الفائز بجائزة الأوسكار period end of sentence. في حين أن ذلك السيناريو حقيقي في دولة كالهند، إلا إن الفقر الحيضي مشكلة ليست حصرية لبلد دون غيره، بل هي مشكلة عالمية تعاني منها العديد من النساء حتى في دول العالم الأول كالولايات المتحدة الأمريكية. في يوم السبت، التاسع عشر من أكتوبر الحالي، تجمهر الشعب الأمريكي و المقيمين فيه في جميع الولايات الخمسين احتفاءً بأول يوم حيض وطني، منادين لإلغاء الضرائب المصاحبة لمنتجات الحيض ونزع وصمة العار المصاحبة لهذا الحدث - الحدث الطبيعي و الصحي الذي يمر به نصف المجتمع في أي دورة إباضية. كما اجتمعت الحشود للمطالبة بتوفير منتجات حيض صحية و مجانية في المدارس، السجون، و الملاجئ.


تصرف كل امرأة ما يزيد عن ٧٠ دولار على منتجات الحيض سنوياً في الولايات المتحدة. قد لا يبدو هذا الرقم كبيراً للبعض، و لكنه قد يشكل الفارق بين وضع الطعام على المائدة و شراء فوط صحية لبعض النساء، خاصةً المسؤولات عن إطعام أكثر من فرد من الأسرة. العدد التقريبي للفوط المستخدمة طوال سنوات الحيض لكل امرأة هي ١٦٠٠٠ فوطة، و بدون اعتبارات لمستوى النساء الاقتصادي، تصرف النساء مبالغ كبيرة للحصول على منتجات الحيض سنوياً. إنه العام ٢٠١٩، و ما زالت ٣٤ ولاية تعتبر منتجات الحيض كمنتجات رفاهية و ليست أساسية، و بالتالي تطبق عليها نظام الضرائب. ولاية متشقن هي إحدى الولايات الأربع و ثلاثين التي ما زالت تطبق نظام الضرائب على منتجات الحيض، و لكن ليس المجلات أو الدونت!! تقول إحدى منظمات تجمهر متشقن: "لم أدفع أي ضريبة حين شرائي هذا الدونت لتوزيعه هنا اليوم، و لكنني ما أزال أدفع ضريبة ٦٪؜ حين شراء التامبون كل شهر." في الولايات المتحدة، ١ من كل ٥ فتيات تتغيب عن المدرسة لعدم قدرتها على توفير منتجات الحيض. وصمة العار التي جعلت من هذا الحدث أحد أكبر التابوهات العالمية شكل شح كبير في نقاشنا عن الصحة النسائية و إيجاد حلول حقيقية للفقر الحيضي. هذه الوصمة ذاتها هي ما يمنع الكثير منا من التساؤل عن تجربة الحيض للنساء الفقيرات أو المشردات.



كم أنا ممتنة لفرصة مشاركتي في أول يوم حيض وطني في تجمهر ولاية متشقن هذا السبت التاسع عشر من أكتوبر، وسط الحرم الجامعي لجامعة متشقن. ألهمني الحضور، المتحدثون، طالبات المرحلة الثانوية، المنظمون، و ممثلي الولاية السياسيون، متحدين جميعاً لوضع نهاية للفقر الحيضي و إزالة وصمة العار. كما ألهمني خطاب ممثلة الشعب دينقيل التي أخذتنا في رحلة لما خاضته السيدات في أمريكا لنصل لما وصلنا له اليوم. قامت دينقل بدعم المطالبة بتوفير منتجات حيض مجانية في المدارس، الملاجئ، و السجون. قامت أيضاً بتسليط الضوء على أمر مهم يؤثر على كل مستخدمة لمنتجات الحيض ألا و هو المواد المكونة لهذه المنتجات. حالياً، لا توجد أي قوانين تجبر شركات منتجات الحيض لوضع المقادير المصنعة لهذه المنتجات، و لذلك فإن الممثلة دينقيل و العديد من الممثلين في الحكومة يعملون لتغيير هذا الواقع إذ أنهم يؤمنون بحق المستخدم لمعرفة ما يدخل في تصنيع المنتج المستخدم.


كان هذا التجمهر حدثاً مريحاً للقلب إذ شهدت أطفالاً، رجالاً، و نساءً متحدين لصنع تغيير حقيقي يضمن حياة كريمة لجميع النساء. انتهت الفعالية بقراءة العديد من الحضور لقصائد شخصية و مشاركتهن لقصص حيضهن الأول مما جعلنا ندرك أن كل حيض هو حيض مميز و فريد كما نحن البشر.


سأترككم مع بعض اللقطات الملهمة التي التقطتها خلال الحدث، و لحين أن أراكم مجدداً، دوراتاً سعيدة!




تعليق واحد (١)

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page